الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013
1:24 ص

بيان القرين من الجن


روى مسلم وأحمد وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج من عندها ليلا قالت فغرت عليه قال فجاء فرأى ما أصنع فقال مالك يا عائشة أغرت فقلت ومالي لا يغار مثلي على مثلك فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفأخذك شيطانك فقلت يا رسول الله أو معي شيطان قال نعم ومع كل إنسان قلت ومعك يا رسول الله قال نعم ولكن ربي عز وجل أعانني عليه حتى أسلم وفي لفظ آخر أعانني عليه فأسلم قال أبو سليمان الخطابي عامة الرواة يقولون فأسلم على مذهب الفعل الماضي يريدون إن الشيطان قد أسلم إلا سفيان بن عيينة فإنه يقول فأسلم من شره وكان يقول الشيطان لا يسلم قال أبو الفرج بن الجوزي وقول ابن عيينة حسن وهو يظهر أثر المجاهدة لمخالفة الشيطان إلا أن حديث ابن مسعود كأنه يرد قول ابن عيينة وهو ما رواه أحمد بن حنبل قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما من أحد منكم حد الا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي ولكن الله تعالى أعانني عليه فلا يأمرني إلا بحق وفي رواية ما من احد الا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا وأنت يا رسول الله قال وأنا إلا أن الله تعالى أعانني عليه فأسلم فليس يأمرني إلا بخير انفرد بإخراجه مسلم قال ابن الجوزي وظاهره إسلام الشيطان ويحتمل القول الآخر وقال محمد بن يوسف الفريابي حدثنا سفيان عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن ابيه عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الجن وقرينه من الملائكة قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي ولكن الله تعالى أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير وقد روى أيضا من حديث شريك بن طارق يرفعه ليس أحد منكم إلا وله شيطان قالوا ولك قال ولي إلا أن الله تعالى أعانني عليه فأسلم رواه الجراح أبو وكيع والوليد بن ابي ثور وأبو عوانة في الآخرين عن زياد بن علاقة عن شريك قلت وقد ورد إسلام القرين النبوي صريحا لا يحتمل التأويل فروى الحافظ أبونعيم في كتاب الدلائل فقال حدثنا ابراهيم بن محمد ابن يحيى النيسابوري وابراهيم بن عبد الله قالا حدثنا محمد بن حمويه بن عباد “ ح “ وحدثنا محمد بن ابراهيم حدثنا عبد الله بن محمد بن الفرج قالا حدثنا محمد بن الوليد بن أبان أبو جعفر بمكة حدثنا إبراهيم بن صرمة حدثنا يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضلت على آدم بخصلتين كان شيطاني كافرا فأعانني الله عليه حتى أسلم وكن أزواجي عونا لي وكان شيطان آدم كافرا وزوجته عونا على خطيئته أ ه فهذا صريح في إسلام قرين النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن هذا خاص بقرين النبي - صلى الله عليه وسلم - فيكون - صلى الله عليه وسلم - مختصا بإسلام قرينه لقوله فضلت على آدم بخصلتين وعد منهما إسلام قرينه قال أبو جعفر الطحاوي في مشكل الآثار في أثناء كلام ساقه في القرين وكان فيما رويناه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذين الحديثين ما قد يحتمل ان يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد كان في ذلك كمن سواه من الناس ويحتمل أن يكون كان فيه بخلافهم فتأملنا ما روى في هذا الباب من سوى هذين الحديثين هل فيه ما يدل على شيء من ذلك فوجدنا فهذا قد حدثنا قال حدثنا عبد الله بن رجاء ثم ساق بسنده عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن فقيل وإياك قال وإياي ولكن الله تعالى أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير ثم ساق بسنده عن جابر قال لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تدخلوا على المغيبات فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم قيل ومنك يا رسول الله قال ومني ولكن الله تعالى أعانني فأسلم أ ه ثم ساق بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت فقدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة وكان معي على رأسي فوجدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساجدا راصا عقبيه مستقبلا بأطراف اصابعه القبلة فسمعته يقول أعوذ بالله من سخطك وبعفوك من عقوبتك وبك منك لا أبلغ كل ما فيك فلما انصرف قال يا عائشة أخذك شيطانك فقالت أما لك شيطان قال من آدمي إلا له شيطان فقلت وأنت يا رسول الله قال وانا ولكنني دعوت الله فأعانني عليه فأسلم قال أبو جعفر فعرفنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد كان في هذا المعنى كسائر الناس سواء وان الله تعالى اعانه عليه بإسلامه الذي هداه له حتى صار - صلى الله عليه وسلم - في السلامة منه بخلاف غيره من الناس فيمن هو معه من جنسه فإن قال قائل فقد روى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب شيء مما يجب أن يوقف على ارتفاع التضارب عنه وعما رويت مما قد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خص به من إسلام شيطانه لكي يسلم منه وذكر في ذلك حديث أبى الأزهر الأنصارى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال بسم الله وضعت جنبي اللهم إني أعوذ من واجس شيطاني وفك رهاني وثقل ميزاني واجعلني في الندى الأعلى قيل له هذا عندنا والله أعلم كان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل إسلام شيطانه فلما أسلم استحال أن يكون عليه الصلاة والسلام يدعوا الله تعالى فيه بذلك مع إسلامه الذي هو عليه والله تعالى أعلم
التالي
هذا احدت موضوع.
رسالة أقدم

0 التعليقات:

إرسال تعليق